بي م دبليو بين مطرقة عشاق السيارات وسندان منافسيها
بي م دبليو زد 8
تتزايد مبيعات شركة بي م دبليو الألمانية لصناعة السيارات على عكس منافساتها من مرسيدس وفولكسفاجن. في هذه الأثناء تستمر الشركة بالمراهنة على الجودة بينما المنافسون على الموديلات الجديدة.
رغم مرحلة الركود التي تشهدها أسواق السيارات، فقد حققت مبيعات شركة بي م دبليو الألمانية أرقاماً قياسياً تحلم بها الشركات المنافسة لها. وجاء في تقريريها الشهري الصادر نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الفائت أن الشركة نجحت، ولأول مرة، في بيع أكثر من مليون سيارة خلال العام الماضي، وهو ما يمثل ارتفاعاً في مبيعاتها إلى 7 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
سمعة لا تناسب مستوى الجودة
ميني من بي م دبليو
الاستبيان الأخير الذي أجرته مجلة السيارات والدراجات المتخصصة والذي شارك فيه أكثر من 100000 من عشاقها أظهر تناقضا واضحا بين التزايد في مبيعات سيارات الشركة وسمعتها. فمن جهة استطاعت سيارة "ميني" التي تنتجها بي م دبليو احتلال المركز الرابع على لائحة أفضل السيارات. وحازت على هذا الموقع ضد منافسين أقوياء مثل سيارة "لوبو" من فولكسفاغن، و"سمارت" من مرسيدس، و"باندا" التي انتجتها فيات الإيطالية، غير أن هذا لا يمثل أكثر من جائزة ترضية متواضعة لهذه الشركة مقارنة بطموحات إدارتها.
مراهنة على الموديلات الجديدة
مرسيدس س ل ك
استراتيجية الشركات المنافسة لـ بي م دبليو تعتمد على إنتاج موديلات جديدة للخروج من حالة تراجع مبيعاتها. فشركة مرسيدس طرحت مثلاً سيارة "س.ل" التي تربعت على قمة الاستبيان وفازت بجائزة أفضل السيارات عند قراء المجلة قبل أختها الأصغر سيارة "س.ل.ك". ولكن الفائز الحقيقي تبقى منافستها البافاري اللدودة "أودي" بموديلاتها الأربعة ذات المراتب الذهبية. وبهذا يتحول الصراع الثنائي بين مرسيدس و شركة بي م دبليو على كسب الأفضلية في مجال صناعة السيارات الفاخرة إلى صراع ثلاثي تشارك فيه "أودي" بقوة وتميز.
نمو كبير في المبيعات
رغم خيبة أمل إدارة شركة بي م دبليو من الصورة غير المرضية للسيارات التي تنتجها، فإن أرقام مبيعاتها تعبر عن لغة أخرى. فهى تحتل مكانا مميزا بين أكثر الشركات الناجحة التي تملك قدرة تنافسية مرتفعة، كما أنها نجحت في بيع 250000 سيارة إضافية وهو ارتفاع في المبيعات تحلم به مرسيدس التي تراجعت مبيعاتها بنسبة 2.1 بالمئة.
رهان المستقبل في الجودة
باسات من إنتاج فولكسفاغن
إدارة شركة بي م دبليو تتعاطى مع هذا الوضع الغريب من نوعه انطلاقاً من شعارها القائل:"دع المنافسين يفوزون بجوائز القراء، أما نحن فسنواصل رفع نسبة مبيعاتنا بنجاح." صحيح أن خيبة أمل إدارة الشركة محدودة، إلا أن هذا التعاطي العملي مع مزاج عشاق السيارات لا يستطيع تجاوز التغييرات التي يشهدها سوق مبيعاتها. وهي تغييرات يصعب التكهن بطبيعتها وتأثيرها على ميزانية ومستقبل الشركة. وفي النهاية تبقى الجودة رهان المستقبل عاجلا أم آجلا.