صناعة السيارات الألمانية تأمل بالموديلات الجديدة
سيارة فولكسفاغن الجديدة نموذج ر في معرض ديترويت السنوي للسيارات.
ستكون السيارة الألمانية أصغر وأوفر في المستقبل. هذا ما تعمل عليه الشركات الصانعة حالياً لمواجهة حدة المنافسة القادمة بشكل خاص من آسيا. وهي تأمل من خلال ذلك في تخطي الأزمة التي تعاني منها.
تستضيف مدينة ديترويت عاصمة صناعة السيارات في أمريكا من 15 إلى 23 يناير/كانون الثاني الجاري فعاليات معرض السيارات الدولي (Detroit Auto Show). ويأتي المعرض في وقت تعاني فيه صناعة السيارات الألمانية من ركود ملحوظ بسبب المنافسة القوية من الشركات الأوروبية والآسيوية.
ارتفاع الأجور والأسعار
يُعد ارتفاع سعر السيارة الألمانية من أهم أسباب الركود. ويقف وراء ذلك إلى حد كبير ارتفاع أجور العامل الألماني مقارنة بأجور زملائه في دول آسيا وشرق أوروبا. ومن شأن ذلك أن يجعل هذه الدول أكثر جاذبية للمستثمرين مما ينعكس سلباً على تطوير صناعة السيارات الألمانية التي تضطر تحت وطأة المنافسة لتسريح المزيد من العمال.
كذلك شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعاً حاداً في أسعار الوقود والمواد الداخلة في صناعة السيارة مما أدي بدوره إلي زيادة تكاليف الإنتاج.
الآسيويون قادمون
يُعد اليابانيون والكوريون أشد المنافسين للألمان. فلقد نجح الآسيويون في تثبيت أقدامهم في السوق الأوروبية وتقديم موديلات عصرية وعملية في نفس الوقت. ويتوقع اتحاد صناعة السيارات الألمانية أن تبلغ حصتهم في الأسواق الأوروبية والأمريكية 35 بالمئة خلال العام المقبل. لكن الخوف الأكبر من المارد الصيني الذي يتوقع دخوله سوق السيارات الدولي
خلال العامين القادمين. ويأتي ذلك على خلفية شراء شركة شانغهاي لـ 70 بالمائة من أسهم شركة روفر الإنجليزية. وهي خطوة من شأنها أن لا تؤرق فقط الشركات الألمانية فقط وإنما الأوروبية كذلك بسبب رخص أسعار المنتجات الصينية وكفاءتها في نفس الوقت.
خطط تقشفية
شركات السيارات الألمانية تحاول تخطي الأزمة من خلال خطط تقشفية. فقد صرح رئيس شركة مرسيدس التابعة لدايملر كرايسلر اركارد كورديس قبيل بدء المعرض أن العمل على تطوير إنتاج سيارة سمارت سيتوقف، وذلك بسبب التراجع المتزايد في الأرباح. وقد سبقه إلى مثل هذه الخطط شركات أخرى إذ أعلنت شركة اوبل في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عن خطة لتسريح 10000 عامل.
وقد أدى ذلك إلى إضرابات واسعة طالت مصانع الشركة في عدد من المدن وخاصة في بوخوم حيث المصنع الرئيسي. وبعد إضرابات مماثلة اتفقت شركة فولكسفاغن مع ممثلي العمال على تجميد أجورهم لعدة سنوات بغية توفير نصف مليار يورو خلال السنوات الخمس القادمة.
الأمل بالموديلات جديدة
لا تأتي أهمية معرض ديترويت فقط من كونه أول معارض السيارات الدولية لهذا العام. فقد سعت شركات السيارات من خلاله أيضاً إلى تقديم موديلات جديدة بهدف اجتذاب المستهلك.
وفي هذا الإطار يتم التركيز على السيارات الصغيرة والعملية وذات التصاميم العصرية. وكان من اللافت هنا النجاح الملحوظ الذي حققته بي ام دبليو بعد طرحها لموديلات كهذه. كما حققت فولكسفاغن نجاحاً من خلال سيارتها الصغيرة "تورغ"، مما يشير إلي تغير أذواق المستهلكين. وإضافة إلى السيارة الصغيرة والعملية تعمل الكثير من الشركات على إنتاج سيارة تستخدم بدائل رخيصة للوقود. فشركة اوبل مثلاً أعلنت أنها بصدد إنتاج سيارة هيدروجينية. وستتمسك شركة فولكسفاغن باستخدامها للديزل البيئي.